الجمعة، 16 مارس 2012

... ثانية بعد دهر ...



           موعد قريب ... ويمضي قلبي يدق على عجل وتُسابق مخيلتي الزمن متجاوزةً سرعة الصوت بل وسرعة الضوء ...
لكن الوقت يأبى ويمضي بطيئاً مثقلاً برتابته القاتلة راسماً بشفرته الصدئة كل زخرفة عُرفت على مر العصور على جسدي المتلهف المشتاق لحرارة جسده لدفئ بسمته لصفاء ضحكته لهدوئه لانفعاله ...
 
آه كم انت بعيد يا " نهاية الاسبوع " ...

عادة ما كنت اردد تلك الـ " ما في وقت " عندما انوي القيام بعملٍ ثم اتكاسل ... لكني اليوم ، واليوم فقط ادركت بأن الفترة من بداية الاسبوع الى الخميس كافية لزخرفة كل خلية من خلايا جسدي على حدى بشفرة ذلك الخنجر اللعين ...
ويطل الخميس المرتقب لم يبقَ الا سويعات ... وادرك ان الدهر الذي مضى مكونٌ من سبعة ايام ليس الا ...

ارتدي ملابسي بسرعة متأنية أتأكد من جهوزية كل اموري وامضي ...
نلتقي وتبدأ الساعة لعبتها القذرة مرة اخرى ولكن بشكل معاكس ....

فالبارحة فقط .. كانت الثانية ساعةً ، والساعة يوم ، واليوم دهر، لكن اليوم ولاني معك وبقربك تُقلب الموازين فالساعات دقيقة والساعة ثانية والدقيقة اجزاء من هنية لا تُذكر ...

نقضي ثانية وهنيهاتٍ قِلال انظر خلالها خلسة الى الساعة المشدودة الى معصمي ألف مرة وألمح غَضَبك المتوقد كلما لمحتني افعل ذلك ...
أظننت حقاً أن الساعة تهمني في حضرتك حبيبي ؟؟! لكني فعلاً أخشى عليك من تلك الجزيئات من تلك الهنية التي اضطر فيها للرحيل ...
وتأتي الهنيهة البغيضة ، أشد على يدك مودعة ، لكن يدي تأبى فراق يدك الحنونة بتلك البساطة الهشة ...

تقتلع يدك بسرعةٍ من يدي كما تُقلع الجذور المتأصلة من التربة ، تستدير  وتختفي بين تلك الضوضاء الخانقة التي خيل الي انني اسمعها لاول مرة .... هكذا تنتهي ثانيتنا ...

ونعود للتخبط في محيط دهور التخطيط للثانية القادمة ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق