لا مناص ، لا بد من ذلك !
أتأكد أن الجميع نيام ، أفتح جاروري بحذر شديد ، أتلفت يميناً ويساراً ، اُخرج عدة العلاج ، أتاكد من أن احداً لم يراني ، أعيد إغلاق الجاور بالحذر ذاته ، أركض بخطى متخوفة متحفزة ، أفرد ما أخرجته من الجارور على السرير بعناية ، لا ليست زجاجات دواء ، ولا أقراص ، لا ولا حبوب مهدئات ، ولا حتى حقن وريدية ، آخد اقلام الحبر والأوراق وأبدأ جلسة علاجي النفسي المرتجل ، من الاكتآب المفاجيء الذي انتابني ، وأكتب :
" اخشى ألا يرقص قلبي بجنون حين تلتقي عيناي الواثقتان بمقلتين عسليتين وسط وجهه الكرزي اللون من الخجل ، ألا ترتفع درجة حرارتي الى درجة الغليان حين يلمس يدي ، ألا أشعر بذلك الشعور الفردوسي حين يعتصر جسدي بلهفة ، ألا تجتاحني موجة الضحك المحببة التي تعتريني كلما تقابلنا ، أخشى أن تستحيل كلمات العشق والهيام مجرد إسطوانة جرت العادة أن يتردد صداها مراراً وتكراراً بلا مشاعر ، أن يستحيل الحب السرمدي الأسطوري مجرد روتين ممل بغيض "
أغلق عيني وأسبح في الهلام الأسود الكريه ، وحين أصحو ، أكتشف أن دموعي المالحة قد أغرقت أكوام الورق ونشرت الحبر بنُسُق غريب عليها ...
فضاعت الكلمات وذاب الاكتئاب هكذا ببساطة سيلان الحبر على الورق ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق