الأربعاء، 28 مارس 2012

اعصار تناقض




         موجة ارتباك تعتريني ، الدفئ المخملي للفراش ، البرد القارس المنعش بالخارج ، ضجيج الصمت ، زمجرة الرياح ، حرارة شراب الزنجبيل وطعمه الحاد في فمي ، شعوري ببرودة ذوبان ملعقة من البوظة القشدية الناعمة بطعم العلكة فوق لساني و بين اسناني ، الرائحة الساحرة النقية لإمتزاج دموع الغيوم وتراب الأرض ، الألم الذي تسببه زخات المطر القاسية الحنونة لبتلات نرجسة خجولة ، وشذى العطر النفاذ الذي تنشره رغم كل شيء ، لا لست أعاني الحمى ، مجردة دوامة تناقضات جميلة تجول في مخيلتي ...

الخميس، 22 مارس 2012

لا عليك موجة إحباط ليس إلا ...



لا مناص ، لا بد من ذلك !
أتأكد أن الجميع نيام ، أفتح جاروري بحذر شديد ، أتلفت يميناً ويساراً ، اُخرج عدة العلاج ، أتاكد من أن احداً لم يراني ، أعيد إغلاق الجاور بالحذر ذاته ، أركض بخطى متخوفة متحفزة ، أفرد ما أخرجته من الجارور على السرير بعناية ، لا ليست زجاجات دواء ، ولا أقراص ، لا ولا حبوب مهدئات ، ولا حتى حقن وريدية ، آخد اقلام الحبر والأوراق وأبدأ جلسة علاجي النفسي المرتجل ، من الاكتآب المفاجيء الذي انتابني ، وأكتب :
"  اخشى ألا يرقص قلبي بجنون حين تلتقي عيناي الواثقتان بمقلتين عسليتين وسط وجهه الكرزي اللون من الخجل ، ألا ترتفع درجة حرارتي الى درجة الغليان حين يلمس يدي ، ألا أشعر بذلك الشعور الفردوسي حين يعتصر جسدي بلهفة ، ألا تجتاحني موجة الضحك المحببة التي تعتريني كلما تقابلنا ، أخشى أن تستحيل كلمات العشق والهيام مجرد إسطوانة جرت العادة أن يتردد صداها مراراً وتكراراً بلا مشاعر ، أن يستحيل الحب السرمدي الأسطوري مجرد روتين ممل بغيض "

أغلق عيني وأسبح في الهلام الأسود الكريه ، وحين أصحو ، أكتشف أن دموعي المالحة قد أغرقت أكوام الورق ونشرت الحبر بنُسُق غريب عليها ...
 فضاعت الكلمات وذاب الاكتئاب هكذا ببساطة سيلان الحبر على الورق ....

الاثنين، 19 مارس 2012

عذرا ً

 



           لو كنت مبعداً مقصياً من بلادي ليس بمقدوري زيارتك أو الاطمئنان عليك .... سأهاتفك ، سأهمس كاتماً دموعي وتنهيداتي ، وأقول " عذراً " ...
لو كنت ذلك البائس الذي تمنعه السياسات والجدران والحواجز من الوصول اليك لأخفف من مرضك ببعض الكلمات بكأس ليمون أو شاي ، بلمسة حنون ، بقبلة دافئة .... سأرسل لكي باقة الورد المُسالمة المسكينة التي ستُفتش وتفحص مراراً للتأكد من انها ليست لعملٍ إرهابي أو اجرامي ومعها بطاقة موقعة بآهاتي ومرارتي " عذراً " ...
لو كنت ذاك المقيد خلف اطنان الاسمنت والأشواك لا أستطيع مشاركتكِ صغيرتي أول يوم مدرسي لك ... سأصرخ " سامحيني ابنتي ليس بيدي .... عذراً " .
أو كنت تلك الفلاحة بزيها الذي محت ظلمات الاحتلال زهو ألوانه تجبرها يد المحتل المدججة بالسلاح على التنحي جانباً ومشاهدة النهاية التراجيدية لشجرة الزيتون التي زرعتها يدا جدها قبل سنين طِوال .... لدمعت عيناي وتمتمتُ " عذراً ... "
لو كنت ذلك العاشق الذي ابعدته الأقدار وضروريات الحياة عنك ، تكلمينه تعبرين له عن حاجتك الماسة له واشتياقكِ ..... سأجيب كمن لا يريد سماع المزيد ، من لا يحتمل سماع المزيد " ما باليد حيلة .... عذراً حبيبتي ... عذراً "
لو كنت ذلك الذي ترغمه بيروقراطية الانظمة الفاسدة على الانتظار اسبوعين للحصور على تأشيرة لعبور البحر وحضور جنازة اخته التي قتلتها رصاصة برأوها بلقب " طائشة " اثناء تصويرها مظاهرة ضد طاغية .... لكنت وقفت على قبرها وصرخت بكل ما اوتيت من قوة " عذراً " .
ولو كنت حقاً ممن تقدم لهم هذه العذراً ... لغضبت ، لسخطت ، لصرخت في وجه قائلها ، لشتمته ، فأنا لا اعرف كيف ومن أين تُصرف هذه العذراً ؟؟!!
لكني في النهاية لن اصرخ ، لن اشتم ، سأعذره ، ولكني لم ولن اعذرهم ابداً ....

مبدأ ...






          على الطريق الموحلة ، كنت استرجع الحكاية ، البرد ينخر عظامي و عبرات السماء تنهمر بغزارة ، ولكني رغم ذلك ابتسم ، نعم ابتسم .. ، عيون الناس تطاردني بدهشة واستغراب ، تلاحقني بتهكم وسخرية : " يا له من مجنون ، برد ومطر وطريق ترابية غير معبدة ويبتسم !! "
نعم ابتسم ... فرائحة الشتاء وعذوبة دموع السماء والنسائم المنعشة مرتبطة بك حبيبتي .

الجمعة، 16 مارس 2012

... ثانية بعد دهر ...



           موعد قريب ... ويمضي قلبي يدق على عجل وتُسابق مخيلتي الزمن متجاوزةً سرعة الصوت بل وسرعة الضوء ...
لكن الوقت يأبى ويمضي بطيئاً مثقلاً برتابته القاتلة راسماً بشفرته الصدئة كل زخرفة عُرفت على مر العصور على جسدي المتلهف المشتاق لحرارة جسده لدفئ بسمته لصفاء ضحكته لهدوئه لانفعاله ...
 
آه كم انت بعيد يا " نهاية الاسبوع " ...

عادة ما كنت اردد تلك الـ " ما في وقت " عندما انوي القيام بعملٍ ثم اتكاسل ... لكني اليوم ، واليوم فقط ادركت بأن الفترة من بداية الاسبوع الى الخميس كافية لزخرفة كل خلية من خلايا جسدي على حدى بشفرة ذلك الخنجر اللعين ...
ويطل الخميس المرتقب لم يبقَ الا سويعات ... وادرك ان الدهر الذي مضى مكونٌ من سبعة ايام ليس الا ...

ارتدي ملابسي بسرعة متأنية أتأكد من جهوزية كل اموري وامضي ...
نلتقي وتبدأ الساعة لعبتها القذرة مرة اخرى ولكن بشكل معاكس ....

فالبارحة فقط .. كانت الثانية ساعةً ، والساعة يوم ، واليوم دهر، لكن اليوم ولاني معك وبقربك تُقلب الموازين فالساعات دقيقة والساعة ثانية والدقيقة اجزاء من هنية لا تُذكر ...

نقضي ثانية وهنيهاتٍ قِلال انظر خلالها خلسة الى الساعة المشدودة الى معصمي ألف مرة وألمح غَضَبك المتوقد كلما لمحتني افعل ذلك ...
أظننت حقاً أن الساعة تهمني في حضرتك حبيبي ؟؟! لكني فعلاً أخشى عليك من تلك الجزيئات من تلك الهنية التي اضطر فيها للرحيل ...
وتأتي الهنيهة البغيضة ، أشد على يدك مودعة ، لكن يدي تأبى فراق يدك الحنونة بتلك البساطة الهشة ...

تقتلع يدك بسرعةٍ من يدي كما تُقلع الجذور المتأصلة من التربة ، تستدير  وتختفي بين تلك الضوضاء الخانقة التي خيل الي انني اسمعها لاول مرة .... هكذا تنتهي ثانيتنا ...

ونعود للتخبط في محيط دهور التخطيط للثانية القادمة ....


... حَبْس احتياط ...




    قابع في سجن النقب ، مقيم لسنينٍ طوالٍ بلا سبب ، قالوا متهمنٌ بالتخريب ، وقالوا ستسجن قليلاً للتأديب ، ولحسن حظي حُكمت فقط تأبيد ...هنا في هذا المكان البعيد ، أصبحت مخلوقاً جديد ، أبعد ما يكون عن انسان سعيد ، في هذا المكان المبجل ، في إنتظار الفرج المؤجل ، إعتدت كل رطب مبلل ، وألفت كل قديم مهلهل ، وتحولت من ذلك الشاب المدلل الى هذا الرجل المسربل ، لا بشيء الا بالأمل ، فنحن محكومون بالأمل ....

السبت، 10 مارس 2012

سحقاً ...


           مزق جسد ذاك الوطن الذي رُسمت خارطته على جسد أرض الزيتون في ( القدس) إستأصل الفرحة من كروم ( الخليل ) هبّط معنويات الجبال الشامخة في ( نابلس) قتل عروس البحر في ( يافا )  هجّر الطمأنينة من قلب الكنائس الجميلة في ( بيت لحم ) فلم يبقَ هناك الا الرمل البارد ينتظر شعلة الحرية لتبعث فيه الدفئ في ( عكا ) فسحقاً لهذا الاحتلال الذي غير معالم هذا الوطن الغالي و مزقه الى اشلاء .