الاثنين، 9 يوليو 2012

مُلاحظة >>>




         كونٌ يصطبغ بالرمادي الكثيف يعبق بالنعاس ، بالتثاقل ، قِلال هم من مضوا إلى أعمالهم الى مصالحهم ، راجين الله أن تصحو بسرعة ، أن تشعل الجو بالدفئ ، أن تهب الحياة لهذا الكون القاتم بدونها .
كومة اخشاب مقطوعة رطبة مهملة هم بدونها ، تنتظر من يحك حجري صوان ، من يحرق عود ثقاب ، من يضغط ببساطة على كبسة قداحة ، من ينشئ تلك الشرارة التي ستقلب الحال ... ستحول كومة الخشب الهادئة المُسالمة الى تلك المجنونة الحمراء الهائجة .
يطول الانتظار ... لكنها في النهاية تصحو ، ببطئ ، بتكاسلٍ ، تُطل برأسها من خلال غطائها الابيض السميك السحري الرائع ، تنظر حولها بدلال ، ثم تفعل مثلي تماماً وتؤثر دفئ الفراش ونعومة المخدة على الاستيقاظ باكراً ، وتعاود دس رأسها في السماء الملبدة .
تكتفي بإرسال بعضٍ من اشعتها المفعمة بالحياة بالألوان لوجه البسيطة المتجهم ، ترسل معها قبلة ضياء ، توقعها بـ " مع حرارتي " .
في هذه اللحظات : هناك من يصحو مفعماً بالطاقة والنشاط ، وهناك من يصحو بتكاسلٍ مثلها بالضبط ، هناك من يقف لحظة ليخطط ليومه ، وهناك من يبدأ يومه دون اي تخطيط ابداً ، اما انا فقد صحوت قبلها اليوم انتظرتها تأملتها وابتسمت كثيراً . اكتفي بهذا القدر وانهي تأملي بهذا المشهد المذهل الذي للأسف لا أجد النشاط الكافي لأشاهده عادةً .
اغمض عيني ،اترك كل صخب المدينة التي بدأت تستفيق للتو ، وأتأمل " سرعان ما ستستيقظ تلك الكسولة حقاً ، ستقفز من الماء من بين الجبال الى كبد السماء وتحول تلك اللوحة بألون الموناليزا البائسة الى لوحة فنان متهور مجنون مغامر لا يخاف صخابة الألوان أو إشعاعها ، باختصار سيولد الأمل الجديد مرة أخرى ككل يوم لكني اليوم فقط لاحظته  ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق